قصيدة دمٌ، وأكداسُ قتلى بقلم نجيب كيَّالى

 قصيدة دمٌ، وأكداسُ قتلى  


بقلم نجيب كيَّالى

 حماقة

(قد تنقلب الثورات إلى صراع داخلي، وهذا ما جرى- مع الأسف- في سوريا، وفي عدد من البلدان العربية!)

على الترابِ الحزينْ!

حرائقٌ، وخرابٌ

هل ثَمَّ من فاتحينْ؟

كلا، فمنَّا غُزاةٌ

بظلمها تستعينْ!

مستهدَفينَ غَدَوْنا

يا ربُّ مستهدَفينْ!

عُرْبٌ غزانا جنونٌ

والعقلُ فينا أُهينْ!

حماقةٌ ضرَبَتْنا

هناك فوقَ الجبينْ!

قد مزَّقَتْنا، فَتُهْنَا

واختلَّ فينا اليقينْ!

فَعَشْرةٌ يا إلهي

قد أصبحوا تسعينْ!

وغرفةٌ قسَّمُوها

بالدمِّ.. بالسكينْ

أخٌ يبيدُ أخاهُ

والكلُّ فينا طَعِينْ!

حماقةٌ قذَفَتْنا

إلى جحيمٍ مَكِينْ!

        *

أرثي بساتينَ تينْ

كم لمَّتِ الطَّيبينْ

أم أجعلُ الدَّمعَ يسقي

ربابةً من أنينْ؟

زيتونةٌ في بلادي

كم أطعمتْ جائعينْ

كم استضافت طيوراً

وودَّعت ساهرينْ

في غصنها فاحَ عطرٌ

لألف جَدٍّ أمينْ

في نشوةٍ أحرقوها

وارتاحَ حقدٌ دفينْ!

عصفورُها مَرَّ صبحاً

رأى رماداً وطينْ!

كانت لديه ملاذاً

فصار كالنازحين!

حماقةٌ قذَفَتْنا

إلى جحيمٍ مَكِينْ!

        *

أوَّاهُ يا عمرَ عمري

يا أخسرَ الخاسرينْ

أوَّاهُ يا عطرَ أرضي

يا أضْيَعَ الضائعينْ

تبكي الخرائطُ، لكنْ

هل ظلَّ من سامعينْ؟

تبكي القناديلُ، ويحي

هل ظلَّ من ناظرينْ؟

أخشابُ تلك الكراسي

صارت كربٍّ ودِينْ!

حلوى عليها ذبابٌ

أمَا سمعتَ الطنينْ!

رئاتُنا غادرَتْنا

وما بها أُكسجِيْنْ!

حماقةٌ قذَفَتْنا

إلى جحيمٍ مَكِينْ!

حماقةٌ بجنونٍ

قامت بخرقِ السَّفِينْ!

        

       1/11/2021

بقلم: نجيب كيالي، كاتب سوريّ مقيم في فرنسا






 










إرسال تعليق

0 تعليقات