صور من مظاهر الحياة الاقتصاديّة – الاجتماعيّة في بعض الأرياف السّوريّة

 صور من مظاهر الحياة الاقتصاديّة – الاجتماعيّة

في بعض الأرياف السّوريّة

هذه الألوان أشبه بالدراسة الميدانية التقريبية لأنماط الحياة والبنية الاقتصادية والاجتماعية لبعض الأرياف السورية في أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين كتبها أشخاص عاشوا في تلك المناطق وصوروا بالحرف ما شاهدوه أو سمعوه وقمنا بنقل مقاطع حرفية من هذه الكتابات بعد انتقاء ماله علاقة بموضوعنا أو تلخيص ما كتبوه مع المحافظة التامة على الأفكار وحتى على لغة التعبير.
قضاء عكار (شمالي لبنان)
وجد في قضاء عكار قبل الحرب العالمية الأولى حوالي أربعين ملاكا كبيرا اقطاعيا (متغلبا) تقاسموا حكم المنطقة. وكانت مراكز اقامتهم في قرى برقايل، مجدلة، بينين، بيري، حوشيت عياد. وأكثرهم ثراء سكن في برقايل، وكانت ثروتهم المنقولة وغير المنقولة تقدر بمئتين وخمسين ألف ليرة، وأقلهم غنى كان دخله السنوي من الفين إلى ثلاثة آلاف ليرة.
كان لكبار ملاك الأراضي المتغلبين هؤلاء "رجال واعون مدججون بالسلاح الكامل" وكثيرا ما كانت المنازعات والاصطدامات تنشب بين الاقطاعيين من أجل السيطرة والنفوذ وامتلاك الأراضي. ولكن النزاع لم يجر بين الاقطاعيين فقط بل ان أكثرهم، بل جلهم كان يعتدي على الفلاحين وكانوا "يرتكبون أنواع الظلم والجور".
وقد كانت حالة الفلاحين الفقراء الخاضعين لسلطة الاقطاعيين سيئة للغاية. فهم يعملون طوال السنة لتذهب أتعابهم في نهاية العالم إلى خزائن الاقطاعيين السادرين في غيهم. وكان الاقطاعيون يتقاضون من الفلاحين الضرائب التالية:
أ – يأخذون ثلث المحصول لأنهم "أصحاب" الأراضي المالكين لرقبتها.
ب – يأخذون عشر الباقي أي ضريبة العشر التي تبقى للاقطاعيين ولا تنال الدولة منها أي نصيب.
ج – يتقاضون مبلغا معينا باسم "الدخانية" و "ثلث الضرائب" و "أجرة السكن".
د – يقرضون المزارعين شيئا من الحب ويحسبون عليهم ثمن الشنبل بستماية غرش، وفي أيام الموسم يتقاضون الحب فيشترونه من الفلاحين بسعر مئتي غرش للشنبل. وبهذا تبلغ أرباحهم ثلاثة أصعاف الدين.



إرسال تعليق

0 تعليقات